الراصد: يقول أحد الفلاسفة انه ثمة أربع طبقات: طبقة حاكمة تتربع فوق القانون، وطبقة غنية (بورجوازية) تشتري القانون، وطبقة متوسطة يسحقها القانون، وطبقة فقيرة يجهلها القانون.
الراصد : لا يمكن لأي موريتاني أن يزور أي قطاع وزاري، إلا وجد بصمة بشرية واضحة لمجموعة عرقية، أو قبلية، خاصة، لأن رجلا من أبناء العشيرة مرة من هنا ذات مرة، ووزع المناصب والتعيينات بزبونية عشائرية..
الراصد : لا تزال جراح “الإرث الإنساني” تنزف في صمتٍ موجعٍ، وكأنّها لا تريد أن تندمل، أو كأنّ الزمن نفسه تآمر على الذاكرة كي يخفف من وقعها دون أن يعالجها.
الراصد : هذا هو حالنا و حال نخبنا الوطنية السياسية و الثقافية الحقوقية و غيرها .
كلما كان الواقع زاخرا بالمتناقضات و المفارقات كلما كان مدعاة للإستغراب و الصدمة .
الراصد : لم تعد الأمور تخفى على أحد. فالمشهد أصبح مفضوحًا إلى درجة الإحراج، والعبث لم يعد يُغطّى بالابتسامات ولا بشعارات الولاء. كل زيارة رئاسية تتحول إلى استعراض مجاني، تلتقي فيه الوجوه ذاتها، وتُرفع الشعارات ذاتها، ويغيب عنها من يعنيهم الأمر فعلًا.
الراصد : لعل أحد الشاطرين من قليلي الموهبة، في زمان عتيق، لم يعتمد تماما على ضحكات الجمهور، بل استأجر عدة أشخاص، ودسهم بين المستمعين، بقصد أن يضحكوا بعنف بعد كل نكتة يقولها، طبعا جماعته تبدأ بالضحك الهستيري، والهدف طبعا هو نقل عدوى الضحك الى الجمهور من أجل انجاح العرض قسرا.
الراصد : منذ أن وصل الرئيس إلى سدة الحكم، أُتيحت له فرصتان نادرتان لتغيير مسار البلاد، وإعادة الثقة إلى شعبٍ أنهكته الأنظمة المتعاقبة والوعود المنكوبة. غير أنّه، وللأسف، لم يغتنم الأولى، ويبدو أن الثانية تسير على خطى أختها، تتبخر بين الشعارات الباهتة وواقعٍ سياسي يزداد سوءاً وتعفّناً.
الراصد : منذ أن وُجدت الدولة الحديثة، وهي في صراع دائم بين الذاكرة والمستقبل؛ الذاكرة تستدعي الألم، والمستقبل يطلب الصفح، وبين الاثنين تتأرجح الأنظمة، تارةً تدفع لتسكت، وتارةً تسكت لتدفع.
الراصد : لم يعد الفساد في موريتانيا سرًّا يُهمس به في الغرف المغلقة، بل صار سرًّا معلنًا، يتجول بين السطور الرسمية، ويطلّ من تقارير المؤسسات الرقابية، وفي مقدمتها تقرير محكمة الحسابات الأخير.
الراصد : سؤال يبدو بسيطا... لكنه في الحقيقة من أكثر الأسئلة تعقيدا ، خصوصا في مجتمع يحاول أن يفهم نفسه الآن .
إنه سؤال يمكن أن يؤطر لنقاش وطني حول التحول الذهني والسياسي في موريتانيا .
ربما لن يجد ابن خلدون غضاضة في تحريفنا لمقولته الشهيرة " الظلم مؤذن بخراب العمران" ، فنقل مثلا