الراصد: هل سمعتم يا سادة عن أحدث مسرحية كوميدية تُعرض هذه الأيام؟ نعم، أنا أتحدث عن المسابقة التي أطلقتها اللجنة الموقرة ! المسابقة التي أصبح الجميع فيها محامياً، والكل فيها خبيراً دستورياً!
الراصد: كان الجميع يراهن على أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني سيغير من الممارسة السياسية في البلاد، ومن أنماط التداول والتفكير الذي يقود به السياسيون المخلدون الجماهير ويسوقونها كالقطعان ليظهروا أن لهم شعبية ووجودا ووجوها يمكن أن تتقلب مع كل نظام وتستقبل كل رئيس ثم تلعنه بعد رحيله القسري.
الراصد : يشهد النقاش حول إصلاح منظومة الصفقات العمومية في موريتانيا اهتماماً متزايداً في الأوساط القانونية والإدارية، خصوصاً في ما يتعلق بإعادة النظر في منهجية تقييم العروض. ويتمحور الجدل بين مقاربتين رئيسيتين: مبدأ «الأقل سعراً» الذي يركّز على البعد المالي، ومفهوم «العرض الاقتصادي الأكثر فائدة» الذي يوازن بين السعر والجودة والقيمة المضافة.
الراصد : القضية بسيطة في وقائعها لكنها خطيرة في تبعاتها: بعد ملاحظات مالية سَجلتها محكمة الحسابات، قام الجهاز التنفيذي بنشر قائمة اسمية تضم ثلاثين شخصًا وُصفوا بأنهم «مشتبه في تورطهم». غير أن إحالة الملفات من طرف المحكمة إلى العدالة غايتها قضائية بحتة وليست إعلامية.
الراصد : في دولة المؤسسات، لا ينبغي أن تكون محكمة الحسابات هي نقطة البداية في محاربة الفساد، بل الحلقة الأخيرة في سلسلةٍ من الرقابة المستمرة والفعّالة داخل كل قطاع.
فالفساد – كما يقول الخبراء – لا يظهر فجأة، بل هو نتيجة تراكم أخطاء في التسيير وغياب للمتابعة وضعف في آليات الرقابة اليومية.
الراصد: يقول أحد الفلاسفة انه ثمة أربع طبقات: طبقة حاكمة تتربع فوق القانون، وطبقة غنية (بورجوازية) تشتري القانون، وطبقة متوسطة يسحقها القانون، وطبقة فقيرة يجهلها القانون.
الراصد : لا يمكن لأي موريتاني أن يزور أي قطاع وزاري، إلا وجد بصمة بشرية واضحة لمجموعة عرقية، أو قبلية، خاصة، لأن رجلا من أبناء العشيرة مرة من هنا ذات مرة، ووزع المناصب والتعيينات بزبونية عشائرية..
الراصد : لا تزال جراح “الإرث الإنساني” تنزف في صمتٍ موجعٍ، وكأنّها لا تريد أن تندمل، أو كأنّ الزمن نفسه تآمر على الذاكرة كي يخفف من وقعها دون أن يعالجها.
الراصد : هذا هو حالنا و حال نخبنا الوطنية السياسية و الثقافية الحقوقية و غيرها .
كلما كان الواقع زاخرا بالمتناقضات و المفارقات كلما كان مدعاة للإستغراب و الصدمة .
الراصد : لم تعد الأمور تخفى على أحد. فالمشهد أصبح مفضوحًا إلى درجة الإحراج، والعبث لم يعد يُغطّى بالابتسامات ولا بشعارات الولاء. كل زيارة رئاسية تتحول إلى استعراض مجاني، تلتقي فيه الوجوه ذاتها، وتُرفع الشعارات ذاتها، ويغيب عنها من يعنيهم الأمر فعلًا.