حزام النار: مأساة الصحراء بين السياسة والإنسان / سيدي عيلال

اثنين, 24/11/2025 - 10:27

الراصد : ملف الصحراء الغربية حزام يحول بين الساسة و القادة في شبه المنطقة و بين النظر الى الشعب الذي يدفع من دمائه و كرامته و كبريائه ليبقى الوطن جرحا نازفا مرسوما بالنار على اجساد الخائفين عليه حقا.
اكبر خطإ و قع فيه قادة 
المغرب و موريتانيا قبول تقاسم الاقليم الذي افتت محكمة لاهاي الدولية بحقيقة و ضعه و لجوء الاطراف الى فرض الامر الواقع على السكان دون ان تختبر   صمود الشعب الصحراوي الذي اختار  الارض الوعرة اللافحة العنيفة سكنا له و قرر قهرها و ذللها لتؤويه تذليلا ؛ و كل حديث عن الصحراء و صراع البقاء و النفوذ و التحرر دون ذكر الحزائر العظمى التي قررت دعم الشعب و مدت له ايادي الخير مهما كانت اهدافها ، فهي معنية تاريخا و جغرافيا و استراتيجيا بكل ما يقع على حدودها و لها كامل الحق في التصرف وفق ما تمليه مصالح و امن شعبها....
شكل اندفاع كل الاطراف الى الصراع المسلح  نقطة اللاعودة على طريق تكديس فواتير الالم و زهق الارواح  و تبديد الممتلكات حتى غدت كل الحلول باهظة الثمن يتكاثر ثمنها باستمرار ، فعلا فواتير الظالم ليست كفواتير المظلوم ، لكنها ايضا ارواح ازهقت و اسر مزقت و ثروة بددت و عداوة زرعت بين الاخ و اخيه حرمت كل اشكال التنمية و التقدم في منطقة بحاجة ماسة الى جرعة امل و ساعد يقوي صمود البشر في وجه الطبيعة العاصفة .
وبعد نصف قرن لا تزال الحلول بعيدة لاستمرار تراكم الثمن من الارواح قبل الشقاء و المعاناة و تمسك الجميع بحلول لا علاقة لها بالتاريخ و لا بالمنطق و لا بحساب الخبراء ، و ما لم يستمع الحكماء لمنطق العقل و الروح و حق رأي المستهدفين الضحايا و انسجام الشعوب التي زجت بها الحياة في اتون اطماع السياسيين ،  فلن يكون هناك امل قريب في وقف الم و معاناة مجموعات بشرية تتكاثر باستمرار في ظروف غاية في الصعوبة.