
الراصد : تدوينات / كتب ابراهيم ولد اعل
المرافعة الخامسة افتراضيا
يا نخلتي لورين، إنّي على العهد... فمبلغ جهدي أن سلامٌ عليكما...
يا فخامة الرئيس،
ليست هذه قصة فردٍ في زنزانة، ولا قضية ناشط يختلف الناس حوله. إنها لحظة اختبار للدولة في علاقتها بضميرها، وللعدالة في صراعها مع الظلم.
فالتاريخ يعرف أمثلة لا تُحصى:
المهاتما غاندي رفض الكفالة، لأنه لم يرد أن يُعطي لاحتلال بلاده شرعيةً لم يستحقها.
نيلسون مانديلا رفض الكفالة، لأنه لم يكن يقبل حريةً مشروطةً بينما شعبه في سلاسل الحديد.
مارتن لوثر كينغ رفض الكفالة، فبقي في زنزانة برمنغهام ليكتب رسالته الخالدة، لأن الحرية إذا لم تعُم، فلا قيمة لها إذا خُصّت بفرد.
واليوم، في موريتانيا، يتكرر المشهد. الناشط البيئي عالي ولد بكار يضع نفسه في ذات الخانة التاريخية: يرفض الخروج بكفالة. ليس لأنه يعشق السجون، بل لأنه يريد أن يجعل من الاعتقال وثيقة اتهام ضد الظلم، ومن البقاء خلف القضبان صرخةً في وجه كل محاولات تقييد الحق.
يا فخامة الرئيس،
إن رفض الكفالة هنا ليس عنادًا، بل هو صيغة أخرى من لغات النضال. إنه يقول: العدالة لا تُستجدى، والكرامة لا تُشترى. إنه يضع جهازنا القضائي أمام مرآةٍ صافية: هل هو ميزان للحق أم مجرد آلة تُدار؟
التاريخ سيكتب ـ كما كتب عن غاندي ومانديلا ولوثر كينغ ـ أن لحظة كهذه مرت من هنا. فإما أن نرفعها إلى مستوى الخلود، أو نتركها تسقط في أرشيف النسيان. الخيار ليس خيار عالي وحده... بل خيار أمة بأكملها، وخيار رئيسها الذي بيده أن يجعل من هذه اللحظة صفحة جديدة تُثبت أن موريتانيا لا تسجن صوتها، بل تصغي إليه وتُنصفه.
مع تحياتي للجميع