الوطن بين الوهم و الآمال

اثنين, 20/07/2020 - 06:45

الراصد : منذ فترة ليست بالقصيرة كلما حضرت نقاشا أو دار بيني مع أحدهم حديثا ، أجد في حديثه نزعة حزينة و قاسية جدا ، تضرب بقوة  الأمل و روح  المبادرة الإيجابية ، ! بل وصل الأمر إلي حد اليأس من واقع أطبق و بإحكام  على كافة  الآمال ، من حاضر متهالك عن قصد خلف إستراتيجية هدفها خلق مشهد وهمي من خلال ( أولوياتي ، و تعهداتي ) ، لتصبح إديلوجيا قمع الحركة و المطالبة بالحقوق المدنية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ، إديلوجيا واعية تحدد معالم و أهداف بنية إجتماعية تتعلق بحلم منسوج من دخان !
 يظهر جليا أن البنية الإجتماعية تأمل أن تتحقق جميع آمانيها بسرعة البرق و تتمنى رؤية نجاح الوطنو مفهومهمن خلال (أولوياتي،تعهداتي).

و بعد ملاحظة عدم تحقيق الرجاء و المطلب الجمعوي الوطني الشامل الذي كانوا ينتظرونه و النجاح في تطبيق العهود و ما حوته الخطب الرنانة ، ها هم يستسلمون الي القنوط و اليأس.!!! 
لاشك كما يقول الرئيس بيرام الداه أعبيد( أن طريق النهضة و التحرر من عقليات و مسلكيات قد تجذرت في تشكيلة بنية العقل الواعي ، محفوفة بالعقبات ) أن البنية الإجتماعية و ما تحمله من مفاهيم لا تخدم الوطن و لا تخدم التقدم و لا حتى تشكيل دولة ديمقراطية ، إن هذه البنية و ما تنطوي عليه من موانع النهوض يجب أن نتحداها  بقوة و إيمان مسخرين كافة الوسائل المتاحة من توضيح و إقناع و فضح لكل ما يحبك في الخفاء ، و مهما كانت قوة البنيان و حبك الوسيلة المتبعة من طرف العاملين على قهر الشعب ، يجب أن لا تثنينا عن عزمنا و لا يتزعزع إيماننا بقدراتنا كشعب يطالب بحل كل ماهو عالق من مشاكل و شفافية في التسيير و تحقيق العدالة الاجتماعية و الديمقراطية .
يجب معرفة كما يدعو ( حزب الرك و حركة إيرا الحقوقية )  أن مثل هذه المشاكل و العراقيل ليست خاصة بنا بل أن كل الشعوب التي تحررت من التسلط و الحكم المتوارث ، الذي يسلم عن طريق التزوير و الدعاية المحكمة التي "تلامس مشاكل المواطنين" لكسب تعاطفهم ، قد تم كشفها ، و تغلبت عليها في الأخير إرادة الشعب الحرة  متجاوزة كل تلك العقبات .
هذه الحالة الغير منصفة في حق الوطن و الشعب ، التي نعيشها اليوم ، و كل تلك النكبات التي تعترض تحقيق الديمقراطية و تمس اقتصاد شعب منهك "بالوعود و التعهدات..." و بمنتهى القسوة و قلة الرحمة بوطن و شعب خدع بشعارات واهية ، إننا جميعا مطالبون كل من موقعه أن نوحد الجهود من أجل فضح هذه اللعبة و من يتحكمون فيها و نضع اليد في اليد كي نحقق هدفنا الأسمى ، و لا نضيع الفرصة فيكون فشلنا ذريع لا قدر الله .
بل نتمسك بالأمل و النجاح الذي سنخلقه في المستقبل و لا نتأخر عن نداء الوطن الذي يستغيث أبناؤه البررة.
إن الإخلاص للوطن و تحت تأثير حب المصلحة الوطنية العامة ، يجعل من كل واحد منا يفرح بشدة لكل تقدم يتحقق مهما كان قدره ، و يتألم لكل ما يمس المصلحة العامة أو يؤخرها ، و يسعى إلى عمل ما يرى أنه ضروري للنهوض بها و المحافظة على كيانها و كرامتها .
موريتانيا تسع الجميع و للجميع 
موريتانيا في حاجة لكل أبنائها 

مكي ولد عبد الل 
عضو و ناشط في الحركة الإنبعاثية ( إيرا )
أنواذيب بتاريخ  19/07/2020