حينما يعتاد الناس على ظلم الظالمين..!!!

خميس, 30/03/2023 - 18:27
شيخن سيدي محمد

الراصد: حينما يعتاد الناس على ظلم الظالمين!!
 محمد محمود ولد جعفر مديرا للشركة الوطنية للمياه SNDE، وسلب الضعفاء حقوقهم
في زمن  ينتابني الشك أحيانًا في »قواي العقلية« عندما لا أفهم -رغم متابعتي اليومية لعمال المؤسسة الوطنية للماء وما يدور، إما لتناقضه مع منطق الأشياء، أو لأن الغباء فيها واضح وضوح الشمس مع بقاء أصحاب تلك القرارات  في مناصبهم، بل أحيانا ترقيتهم إلي مناصب أعلي، بما يشي بأن السطحية والغباء شرطان مطلوبان فمن يتولي مناصب عالية، لأنه من مزايا »الغبي« الذي يعلم أنه »غبي« انه ليس أمامه- رعاية لمصالحه ومصالح عماله إلا أن يطيع كل ما يصدر إليه في تعليمات طاعة عمياء بصرف النظر عن نتائج ما يفعل، ذلك لأنه معفي »مقدمًا« من العقاب!
290 عاملا استغلتهم الشركات الوهمية الوسيطة بعقود حقيرة وسخيفة نهبوا على ظهورهم مئات الملايين مقابل مرتبات يستحي اللسان عن الإفصاح عنها جاء محمد محمود ولد جعفر مديرا للشركة الوطنية للمياه SNDE الي رأس المؤسسة وهو يحمل شعار تعهداتي بانصاف المطحونين تم تسجيل العمال وانهاء عقود مؤسسات الوهم ليعيش عمال الشركة الوطنية للماء حلم تغيير الحال وتمكينهم من أبسط الحقوق كانت لعبة للتخلص من العقود ليتربع هامان الفساد وفرعون الإنجاز علي الأخضر واليابس 
فلم يكفيه نهب الصفقات والميزانيات ولم تكفيه ارصدته في البنوك  وقصور تفرغ زينه والسيارات الفارهة عن النظر الي وظائف الفقراء في ليلة وضحها حول المدير  الشركة الوطنية للماء إلي ممتلكات خصوصية ضاربا عرض الحائط بمصير  290 عاملا عملوا  بكد واجتهاد عشرات السنين في عملهم بكل إصرار و عزيمة... 
حديث مع أحد عمال الشركة الوطنية للماء يعيش في احد الأحياء الشعبية، عن الأوضاع الراهنة، وما وصلت إليه من تدني الحالة المعيشية، والزيادة غير المسبوقة في الأسعار، وغير ذلك مما يعلمه القاصي والداني عمّا آلت إليه الأمور في أرض المنارة والرباط، لفت نظري عبارة غريبة؛ حيث قال لقد اعتدنا على هذه الأوضاع، وأصبحت من مسلّمات الحياة، وسنبقى هكذا، وإذا حدث غير ذلك فلن نستوعبه، لقد سئمنا من كل شيء!!

هذا الكلام في غاية الخطورة، لأنه يعني أن الناس أصبحت لا تبالي بالظلم الواقع عليها، نتيجة للتلبُس بالخوف الذي أصاب الجميع، من جرّاء قبضة ونفوذ، وتكميم الأفواه، ومحاربة الناس في أرزاقهم، ومن يتكلم أو يعترض، فإنه يعرف مصيره المحتوم، إما بالفصل من عمله، أو اعتقاله، وتشريد أسرته على أقل تقدير.

أقول: إن السكوت على وقوع الظلم، وتجبّر الظالمين، سيزيد من سوء الأحوال المعيشية، ويكون سببًا مباشرًا لعموم عقاب الله على الجميع، وهذا ما نراه ونلمسه الآن، قول النبي، صلى الله عليه وسلم، في الحديث: "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه؛ أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده"، وفي حديث آخر يقول: "إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودّع منهم".
وعلى ذلك فالمسؤوليّة يتحمّلها الجميع، كلّ المجتمع، ولا سيّما الذين يملكون مواقع التأثير، مثل المثقفين، والخطباء، والمعلمين، وأصحاب الرأي، فعليهم جميعًا أن يطلقوا لسانهم بالحقّ، وينادوا بالعدل، ولا يركنوا إلى الذين ظلموا.
أن فصل 290 موظفا خدموا لسنوات بعقود مؤقتة واستبدالهم باقارب وعلاقات القرابةفي (الشركة الوطنية للماء) هو جريمة في حق عشرات الأسر الضعيغة والفقيرة وإذا كان المدير يستقوي بقوة النفوذ والسلطة أقول له  إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك
لذا النصيحة هنا لكل مسؤول مارس الظلم، ولكل شخص يتعدى على الآخرين، ولكل من هضم حقاً لإنسان، أو وقف كحجر عثرة في رزق شخص، أو من تبلى على الناس بالكذب والزور ليضرهم، النصيحة له بأن اتقِ الله في نفسك، فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، ولا أعظم من عذاب وعقاب ملك الملوك جل وعلا.