صلاح الأمة؟

خميس, 07/02/2019 - 09:25

حسم كل شيء، حیث تم الإعلان عن مرشح الأغلبیة للانتخابات الرئاسیة في شھر یونیو القادم.

كان متوقعا منذ فترة طویلة، ولكن مع محاولة، فاشلة الحمد لله، من قبل بعض النواب للتلاعب بالدستور تمھیدا للطریق أمام مأموریة ثالثة، فقد احتجب عن الأنظار، قبل أن یعود، بلطف، إلى الواجھة. ولتمریر الرسالة، فإن ولد عبد العزیز، الذي عاد للتو من نزھة إماراتیة تحوم حولھا الشكوك، لم ینتظر انعقاد مؤتمر حزب الاتحاد من أجل الجمھوریة المقرر یوم 2 مارس، رغم أنھ أنشأ ھذا الحزب من العدم ومن الواضح أنھ لا یولیھ كبیر اعتبار.

و في مقابلة خص بھا بعض النواب، أوضح لھم اختیاره. و ھذا بالذات ما یكفي لسیل لعاب المتملقین. إن بعضھم، الناشطین بقوة حتى ذلك التاریخ، من أجل مأموریة ثالثة، لم یترددوا في إعادة توجیھ أقلامھم للثناء على خصال الرجل “الذي لا یمكن إلا أن یكون الأفضل، حیث تم اختیاره من قبل الرئیس المؤسس، لمواصلة عملیة البناء الوطني”(نھایة الاستشھاد).

ھل كتب “في مكان ما” أننا لن نخرج أبداً من ھذه الحلقة المفرغة من التملق والكذب والانبطاح؟

و مھما یكن الرئیس المقبل فسیتعین علیھ، على أي حال، بذل ألف جھد وجھد، إذا أراد تخلیصنا من ھذه العیوب، ویجب علیھ القیام بعمل ضخم، لتقویم الاقتصاد المحتضر، والقضاء على البطالة، وسداد دیوننا الھائلة، وإیجاد حلول لمشاكل التعلیم والصحة، وإقامة العدالة الاجتماعیة الحقیقیة، ووضع حد لسوء التسییر والمحسوبیة… وباختصار، ینبغي، في أقرب وقت ممكن، تحیید “الشباك الموحد”، وعلى الأصح، إغلاقھ بشكل نھائي: إنھ مصدر كل الفساد، والمحسوبیة، والزبونیة… وھو مصدر تنھل منھ الحكامة السیئة التي خربت بلادنا على مدى السنوات العشر الماضیة، رغم الموارد الھائلة التي كدسھا اقتصادنا، لیس بفعل ارتفاع أسعار المواد الخام، فحسب، ولكن أیضا بسبب الدیون التي تم اقتراضھا على حسابنا من قبل فریق من الأشخاص غیر الأكفاء وغیر النزیھین الذین یتمثل ھدفھم الوحید في الحصول على تمویل لتسییر شركات القائد. وبإیجاز، یعني الأمر وضع دولة فاسدة، بفعل كم كبیر من الممارسات الاحتیالیة الكثیرة، والتي تم نھب مواردھا الھزیلة، خلال العقود الأخیرة، وبالتالي لم تعرف بعد أي فترة راحة، على طریق الحیاة الطبیعیة. الطبیعیة في منح الصفقات العمومیة، والطبیعیة في الاكتتابات والترقیات، والطبیعیة في قرارات المحاكم، والطبیعیة في الانتخابات، والطبیعیة في كل شيء. ألا یعني ذلك تكلیفھ بما لا یطیق ؟ إن السمك، مثل الدول، یتعفن من الرأس، وھو تعفن أصاب بما فیھ الكفایة الرئیس الجدید، قبل تنصیبھ، في شھر یونیو المقبل، ویرید مواصلة مخره للأجسام؟ یقول الشیخ رسلان: “أیھا المسلمون، إن قادتكم مثل أعمالكم”. وھناك مثل لا یقل شھرة، في سیاق آخر: “لكل أمة الحكومة التي تستحقھا”، كما قال جوزیف دي میستر في القرن التاسع عشر. لذا، فإن تقویم أمتنا سیتم، أولاً وقبل كل شيء، على مستوى كل واحد منا، ومن خلال كل عمل من أعمالنا؟.

أحمد ولد الشيخ