فوضى في توزيع بطاقات الاعتماد الصحفي بمهرجان مدائن التراث وإقصاء للصحافة المستقلة

الراصد : يشهد مهرجان مدائن التراث، منذ ثلاث سنوات، حالة من الفوضى والارتباك في ما يتعلق بتوزيع بطاقات الاعتماد الصحفي، حيث يتم إقصاء عدد من المؤسسات الصحفية المستقلة والجادّة، مقابل منح هذه البطاقات لأشخاص لا تتوفر فيهم الشروط المهنية أو المؤهلات الثقافية والعلمية اللازمة للعمل الإعلامي.
وقد لاحظ صحفيون مهنيون منح بطاقات الاعتماد لأشخاص لا صلة لهم بالعمل الصحفي، في وقت تُحرم فيه مؤسسات معروفة بمصداقيتها من حقها في تغطية فعاليات المهرجان، بل وحتى من الولوج إلى تغطية الزيارات الرسمية لرئيس الجمهورية.
ويرى متابعون أن هذا السلوك تقف وراءه لوبيات فساد تسعى إلى تهميش الصحافة المستقلة، خوفاً من كشف الاختلالات والنواقص، خاصة بعد تقارير صحفية جريئة، من بينها تقرير نشرته مؤسسة أخبار الوطن حول رداءة بعض الطرق وتدني مستوى الخدمات العمومية.
ومن المثير للجدل أن بعض كبار المسؤولين في الدولة، وفق مصادر إعلامية، يستغلون نفوذهم لتمكين مقربين منهم، من نشطاء إلكترونيين ومقدمي خدمات غير مهنية، من الحصول على بطاقات صحفية، ما ساهم في تعميق حالة الفوضى داخل الحقل الإعلامي.
وتفاقمت هذه الوضعية منذ تولي وزير الثقافة الحالي الوصاية على قطاع الإعلام، حيث كان العمل سابقاً يجري على اعتماد المؤسسات الصحفية ومنح بطاقات تحمل أسماءها بشكل واضح، بينما يتم حالياً توزيع بطاقات خالية من أسماء المؤسسات، الأمر الذي فتح الباب أمام منحها لأي شخص، وهو ما يُعد مساساً بمهنية الإعلام ومحاولة لتشويش المشهد الصحفي الوطني  ..
بقلم الصحفي آبيه محمد  لفضل من ودان