الساحل على صفيح ساخن: توترات إقليمية وتنافس دولي على النفوذ

أحد, 05/10/2025 - 16:01

الراصد : اعداد/محمدو عبدالله.

تشهد منطقة الساحل الأفريقي توترات متزايدة تهدد استقرار دولها، فما هو مصدر هذه الأزمات؟

وكيف يواجه التحالف العسكري الموحد لدول الساحل (G5 Sahel) هذه التحديات؟

وما دور القوى الدولية مثل روسيا، الصين، تركيا، الولايات المتحدة وفرنسا في صياغة مستقبل المنطقة؟

هذه التساؤلات  حول تأثير هذه التحركات على موريتانيا والجزائر وبقية دول الساحل، وأهمية التعاون الإقليمي والتنمية المحلية في مواجهة الجماعات المسلحة وتأمين حياة المواطنين.

سنحاول الإجابات عليها  في هذا  التقرير ، الذي يستعرض الوضع الأمني الإقليمي والدولي في منطقة الساحل، ومآلاته على المنطقة بأسرها

الساحل على صفيح ساخن: توترات إقليمية وتنافس دولي على النفوذ

تشهد منطقة الساحل الأفريقي، التي تضم موريتانيا والجزائر ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، تصاعدًا ملحوظًا في التوترات الأمنية والسياسية، في ظل نشاط جماعات مسلحة مستمر وتحديات اقتصادية واجتماعية تهدد استقرار المنطقة وقدرة الدول على حماية مواطنيها.

التحالف العسكري الموحد لدول الساحل يرفع جاهزيته

أعلن رئيس المجلس العسكري في النيجر، عبد الرحمن تشياني، خلال زيارة إلى باماكو عاصمة مالي في 30 سبتمبر الماضي، أن القوة الموحدة لدول الساحل (G5 Sahel) أصبحت في طور التشغيل الفعلي، بهدف تنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي.

واختيرت نيامي مقرًا للقيادة الجديدة للتحالف، في القاعدة السابقة لعملية “برخان” الفرنسية، وأسندت قيادتها إلى العقيد البوركيني إريك دابيري. وأكد الرئيس البوركيني إبراهيم تراوري أن تجهيز الكتائب يتم وفق معايير موحدة، رغم شراء كل دولة لعتادها بشكل منفصل، مشيرًا إلى أن الكتيبة الأولى من بوركينافاسو أصبحت جاهزة للتدخل الميداني.

تداخل المصالح الدولية في الساحل

تشهد المنطقة منافسة متزايدة بين القوى الكبرى:

  • روسيا والصين وتركيا تسعى لتعزيز نفوذها العسكري والاقتصادي عبر اتفاقيات استراتيجية ودعم مباشر للحكومات المحلية.
  • الولايات المتحدة وفرنسا ودول أوروبية تحافظ على وجودها التقليدي، مركزة على مكافحة الإرهاب وحماية الاستقرار الأمني، واستثمار علاقاتها التاريخية لتعزيز مصالحها في الساحل.

ويضع هذا التنافس الدول المحلية، وعلى رأسها موريتانيا والجزائر، أمام تحديات كبيرة في حماية سيادتها ومصالح شعوبها، مع ضرورة الاستفادة من الدعم الخارجي دون الانزلاق في صراعات النفوذ الدولية.

أهمية التعاون الإقليمي والتنمية المحلية

يشدد خبراء على أن تعزيز التعاون بين دول الساحل في مجالات الأمن، مكافحة الإرهاب، والمراقبة الحدودية، إلى جانب الاستثمار في التنمية المستدامة والتعليم والبنية التحتية، يمثل الطريق الأمثل لتحقيق الاستقرار.

كما أن التعاون مع التحالف العسكري الموحد يعزز قدرة الدول على ردع الجماعات المسلحة وحماية المواطنين، في ظل تزايد النفوذ الدولي والتحديات الأمنية المتصاعدة.