
الراصد : عينات عشوائية من تعاليق رواد مواقع التواصل الإجتماعي, على ما تنشره صفحات بعض النخب من "طرح وتحليل وقراءة واستنباط ووجهات نظر" حول مشكلات هذا المنكب
تؤكد بأن حالة جهل وسذاجة تسيطر على الرأي, بل أن المجتمع "ماشي اعل اللوره" والله الأمر من قبل ومن بعد
ولا عجب في ذلك واغلب الحسابات على منصة "افيسبوك" لا تهم إلا بالشجار او تتبع تدوينات تحمل عبارات سوقية او نابية اوجارحة
وجزء ٱخر يحول كل شيء إلى حالة صاخبة من الاستهزاء, حتى وإن تعلقت بأموره المصيرية ك: "الصحة_التعليم_الأمن_الفساد_موارد الدولة_الهجرة_الظلم...
"الصنف لا يجد ذاته إلا في المسخرة"
فيما جزء ثالث حاضر غائب في الٱن نفسه, إلا عما "يحك له فم اكراد" من تهجم على النظام او على شخصيات معارضة, اوتعيين قبلي في أحسن احواله
وٱخر شبابي في الغالب لايعنيه من أمر المنكب شيء, مشغول دوما باخبار الدوريات الأجنبية
يعرف سعر إنتقال لاعب من مانشيتر إلى الملكي, لكنه يجهل سعر الأرز الذي تكابد أسرته الأمرين لتحصيله, رغم أنه يطحن فيه يوميا وتطحن صعوبة الحياة محيطه
بل إن هذا الصنف, بالكاد يعلم مستويات تعليم أشقاءه الصغار, مع أنه دوما معهم لا شغل ولا مشغلة
اما منصة "التيكتوك" فاغلب, إن لم يكن كل الحسابات عليها, سواء للذكور او للإناث البالغين لاتهتم, إلا بالتكفاح والتكشاح والتشداح واترميكسي الأغاني, وهز المقدمات والمؤخرات
لا محتوى ديني يقدم ولا محتوى اخلاقي ينشر, ولا معرفي يسوق ولا ٱخر إرشادي او توجيهي, لاشيء مطلقا إلا النزر القليل
الموجع في هذا كله أن الأقلية المتعلمة في هذا البرزخ, تسوقها الأغلبية الجاهلة إلى حيث تريد هي دون ادنى ممانعة منها
فترى المثقف يخجل من عرض تحليل حول قضية ما, يفهم منه ابعادها او حيثياتها او مٱلاتها, بغض النظر عن تموقعه او توجهه
وبدلا من ذلك يكتفى بأن يكتب للراي العام, الذي يترقب مخرجات معارفه سطرا واحدا "اراهو امشا فاشراب عبدي" أوشيء من ذاك القبيل
والطامة الجلل, أنه سيستوقح من بعدها بتعليل عجزه وإنهزاميته, ويقول بأن رواد "السوشيال ميديا" لا ينجذبون للتحليل العميق, بقدرما يريدون القالب السريع
بل إنه سيتجاهل بأن دوره ليس البحث عن إرضاء الغير, بقدر توجيهه البوصلة الجمعوية, من خلال نقده المؤسس وطرحه المبني وتنظيره العميق, حول مايجري من احداث سياسية واقتصادية واجتماعية
والسريالي أنك ستلاحظ بلا أنفة, منازعة نواب الشعب الذين بيدهم مصير هذه الأمة, لأشخاص عاميون_بسطاء جدا_ رمت بهم إمكانات العولمة, لأن يكون أضحوكة للناس تحت يافطة "المشاهير"
والهدف طبعا هو كسب الكثير من الإعجاب, والكثير من ايموجينات الضحك, دونما مراعاة للتميز الذي يجب أن يفصل بين النائب وغيره, وبين المثقف وغيره وبين المسؤول وغيره
#نقلب_الصفحة