خطورة مسيلات الدموع قبل انتهاء تاريخ الصلاحية و بعدها/ذ. أحمدو شاش  

سبت, 02/03/2024 - 10:25

الراصد : لن أدخل في تفاصيل مكونات الغازات المسيلة للدموع بشكل تقني وعلمي بحت، لكونه غاية في التعقيد على غير ذوي الارتباط بالمجال الكيميائي والبيولوجي، لكني سأعطي دراسة مبسطة، لإظهار خطورته، فما بالك لو كان منتهي الصلاحية، تلك الحالة التي تجعل من أبسط المسحضرات الكيماوية كالمشروبات و المأكولات، و كالباراسيتامول و المضادات الحيوية، سما قاتلا، فكيف بالمستحضرات المعقدة، و خصوصا المتفجرات، التي تتفاعل على مراحل مختلفة، قبل تفجيرها و بعده، و في انتشارها في الفضاء!...
غازات مسيلات الدموع، هي رادع تكتيكي، لا يستعمل إلا في الحالات القصوى من الإنذار و الطوارئ، كمقدمة لإطلاق الأعيرة النارية الحية، بل و نرى أنه أخطر من الذخيرة لأن تأثيره يصيب أكثر من فرد، و قد أوصت جميع الهيآت الصحية الدولية باستخدامه الحذر، و لكن الأنظمة الديكتاتورية، تستعمله بجهل و دون وعي لطرق الاستعمال و ظروفها، تماما كالإرهابي الذي يريد تفجير طائرة ركاب، لا يتعلم إلا كيفية الطيران و التحليق، أما كيفية النزول فلا تهمه.
و على العموم، إذا كانت الثورة الصناعية في المستحضرات الكيماوية، ضرورة ملحة لتلبية احتياجات المجتمع، في المجالات التنموية و الصحية، و توفير حصانة أمنية، تكتيكية كانت أو استراتيجية، فإن لنفاياتها و موادها المنتهية الصلاحية، تأثيرا سلبيا على الإنسان و على البئة، إذا لم يتم التعامل معها بطرق آمنة و سليمة.
من أجل ذلك، كانت الجهود الدولية متعاونة و متضافرة على الحد من خطورة هذه المواد المتنامية، فوضعت الأمم المتحدة تصنيفا عالميا شاملا لهذه المواد الكيماوية، لكيفية تجنب أماكنها، مبينة ذلك بلوحات تحتوي رموزا و صورا على المنتجات الموسومة بالخطورة، كالسم و تضرر العيون و تآكل و تهيج الجلد، و التأثير على الأجهزة الأساسية كالجهاز التنفسي و الجهاز العصبي، و الإصابة بالسرطان الخلوي، و هذه المؤثرات السلبية، تميز جميع المستحضرات الكيماوية المنتهية الصلاحية، و يتضاعف الخطر أكثر في المستحضرات الغازية و خصوصا منها المشتعلة و البخاخات و الغازات المسيلة للدموع، لسرعة انتشارها و تبددها في الهواء...


و في الغازات المسيلة للدموع، و التي على يقين بأنها موسومة بإشارات الخطورة من نوع (O) و(F) و(+F) و(T+ جمجمة) و(C)، فإن الأمر يكون أدهى وأمر.
و الغازات المسيلة للدموع، المستخدمة من شرطة مكافحة الشغب، فإنها بالأساس، تتكون من رذاذ الفلفل الأسود، و أحد الغازات الثلاثة : (CN برمزه الكيميائيC₈H₇ClO) أو (CR برمزه C₁₀H₅ClN₂) أو(CS برمزه  C₁₃H₉NO)، المتفاوتة الخطورة، و الأخير ممنوع دوليا من الستينيات.
أحد هذه الغازات مع رذاذ الفلفل الأسود يشكلا مركبا غازيا يسمى بالتسمية العلمية: "مالوترينيلود اكلوروبنزلبدن بصيغته الجزيئةC10H5ClN2" المميز بأضراره البالغة الخطورة أحرى إذا تسمم بانتهاء فترة صلاحيته، فقد يفقد النظر بشكل آني، أوبشكل تدريجي ينتهي للدوام، و قد يصيب بالسرطان، و قد يدمر جهاز التنفس أو مركز الجهاز العصبي في الدماغ، فهو يهيج الأغشية المخاطية في العين و الأنف و الرئتين، مما يسبب الاختناق و السعال و العطاس و ذرف الدموع.
و لا ندري أي نوع استخدمته الشرطة الوطنية في قمعها للطلاب، إلا أنه لا يخلو من أحد الثلاثة المذكورة بخطورتها و يكفي للاطلاع على خطورتها أن تبحث عنها بالرموز المبينة في أي مرجع كيمائي معتمد ، و لأن الصور التي احتفظ بها الطلاب، يتبين منها انتهاء فترة صلاحيته، فإن هذا يجعل الجريمة جريمة مركبة، فاستعماله جريمة، و استعماله منتهي التاريخ جريمة أخرى، تتطلب المساءلة و التحقيق و رفع القضية للعدالة، مطالبة بحقوق إضافية، لرفع سقف الطلبات، و المطالبة بالتعويض عن الأضرار المتوقعة....