استمتعوا بإهانة المدرس والأستاذ.. ثم استمروا في التطبيل للغزواني، واستعدوا لجنرال آخر

اثنين, 21/09/2020 - 13:50

استوقفني اللغط حول فطور مراقبي البكالوريا، ولفتت إنتباهي محاولات البعض التقليل من أهمية الموضوع، باعتباره ليس جديداً وليس «كبيرا» وبالتالي لايستحق الهالة التي أحيطت به، والحقيقة أن مثل هذا الطرح ما كان ليأخذ اهتمامي لولا أنه تكرر من عدة وتناوله من كنتُ أعول عليهم في تجديد الطرح وتعديل القسمة وتوجيه الضرب ونوعية الإضافة.. لذلك وجدتني مدفوعاً لتنبيه هؤلاء ومن خلالهم أولئك أن القضية لا تتعلق بالفطور وشهية الأستاذ وكبريائه أو ملائكيته بقدر ما هي تتعلق بالتوق لتسيير جديد وعقلية جديدة ونظام جديد، وبرهان جديد على نهج جديد يكون :
▪️أكثر حرصاً على الرشد (تعظيم المنفعة في حدود المتاح)  وهو ما يدفع للتساؤل عن الميزانية المخصصة للمركز والميزانية المرصودة للإمتحان ومعرفة ما إذا كانت تصرف فعلاً في وجهتها أم أنها تذهب خارج السياق مثلما يخرج الموضوعَ  تلميذ يحلل النص الفلسفي بنقل جذاذة من كتيبات وراقة الإتقان...
▪️أكثر حرصاً على العدل ولو في الفطور بعدما عجزتم عن تحجيم الهوة بين الرواتب، فكيف يعقل رصد ست ملايين لعشاء الحكومة والنائبات بمعدل أكثر من عشرين ألفاً للفرد عشاء خارج العمل بينما يُبخل ب ثلاث مائة على أستاذ (يفطر داخل العمل) .. كان الأحسن أن تحترموا على الأقل نسبة الرواتب حيث يبلغ راتب الوزير ضعف راتب الأستاذ عشر مرات بينما بلغ عشاؤه ضعف فطور الأستاذ ثمانين مرة.. علماً أن المقولة تؤكد على أهمية الفطور على العشاء (أفطر كالملك، تغد كالوزير وتعش كالمتسول..)
 أخيراً  
واصلوا احتقاركم للتعليم والمعلمين، واستمتعوا  بإهانة المدرس والأستاذ.. ثم استمروا في التطبيل للغزواني مثلما صفقتم للجنرال الذي سبقه، واستعدوا أطال الله بقاءكم لجنرال آخر يكون أدنى خلف لأرذل سلف دخل الجيش بمسابقة مظلمة أشبه بتقنية تعيين مفتشي المالية، وترقى بالقوة واو، ولاؤه للقبيلة، وتخصصه الرذيلة..    سيطنب في إذلالكم ويبدع في إهانتكم لكنه لن يصل لما تستحقون .. إنكم فعلا قوم لا تحشمون..

المفسد ابراهيم جبريل