نواذيبو: أسرتان مشردتان بين دور أرقى أحياء المدينة!!! (صور)

أحد, 24/05/2020 - 11:07

 باباه ولد عابدين (نواذيبو) ـ بعد إلتهام النيران للأكواخ التي آوتهم طيلة عقدين من الزمن، تعيش أسرتان من سكان نواذيبو أقسى الظروف بين دور أحد أرقى أحياء المدينة الساحلية و أكثرها هدوءً.

بدأت قصة التشرد هذه في " أحياء كصادو "، عندما وقع تماس كهربائي بكوخ أحد الجيران متسببا في حريق قوي التهمت نيرانه الكوخ و كوخ الجيران ، راميةً إلى الشارع أسرتين من أفقر سكان الحي المخصص للعمال والاطر بالشركة الوطنية للصناعة و المناجم.

كان سليمان (رب إحدى  الأسرتين) و عائلته الصغيرة يعيشون مثل عشرات الأسر على هامش " أحياء كصادو "، فهم ليسوا من الأطر ولا حتى من عمال الشركة كي يحلموا بسكن ملائم (من الإسمنت) في الحي الهادء المحاذي لمنشآت الشركة، فقد دخل الرجل الحي على غفلة من الزمن حين كان شابا مفتول العضلات، رمت به صروف الدهر داخل إحدى أكبر وأهم الشركات الموريتانية، ليس كعامل له راتب و بيت و مؤمن صحيا و اجتماعيا ، لا!.

دخل اسم الرجل في سجل سكان كصادو صدفة يوم " استغله " أحد مشغلي العمالة الباطنية ( الجرناليه ) ، و اكتتبه ربما 1/6 الراتب التي يتلقاه أمثاله الرسميون من عمال قاطرة الإقتصاد الموريتاني شركة سنيم ،  و بعد سنوات من العمل الدؤوب نسج الحارس علاقات صداقة ومودة مع أحد مسؤولي الشركة منحه على إثره فرصة للسكن في "منطقة الأكواخ " والخاصة بالسنغاليين، العمال من الدرجة الأخيرة في ترتيب الشركة الفرنسية الأم " ميفيرما "  التي كانت تجلبهم من السنغال للقيام بالأعمال اليديوية الغير ملائمة لأطرها من الفرنسيين آنذاك...

بدأ سليمان في تأثيث مسكنه الجديد و استقدم زوجته و أطفاله واستقروا في الكوخ رغم تسريحه قبل سنوات من العمالة الباطنية، فأصبح يكدح في المنطقة الصناعية البحرية بين الآلاف من أمثاله، تارةً يعود بكمية من الأسماك، وتارة يبيعها ليقتني حاجيات بيته من المواد الأخرى ..

إلى أن جاء شهر رمضان الكريم الذي فيه أنزل القرآن هدى للناس ، لكن رمضان 2020 ليس كسابقيه، ففيه التهمت النيران مسكن سليمان و أخرجته من دفء الكوخ إلى رطوبة و برد لم تستطع ردهما الخيمة المهداة له من طرف بعض الخيرين ، حيث يعيش بين أفراد عائلته الصغيرة ..

و اكتمل الشهر الكريم لهذه السنة وأسرة سليمان تعيش في خيمة مضروبة بالشارع العام جنب مدرسة " شنقيط 2 " بكصادو ، ينتظرون كريما يفرحهم في عيد الفطر المبارك بعدما كانوا قد صاموا شهرهم على مساعدات وتبرعات محسنين من جيرانهم بالحي الفريد من نوعه في موريتانيا والذي بنته الشركة الإستعمارية ميفيرما خلال السنوات الأولى للإستغلال أو الإستقلال (1960)!.

 

 ndbactu.net