عندما يُحبس الفقراء ويختفي الأغنيـاء...

أحد, 22/03/2020 - 15:10

الراصد : شكل حظر التجوال في العاصمة نواكشوط الحدث الاكثر تفهما من العامة ، بوصفه اجراء احترازيا ، لحماية المواطن من وباء خطير.

إلا أن عنصر المفاجأة في قرار حظر التجوال، كان له الأثر البالغ على ساكنة العاصمة ، وليست الاسر الاكثر فقرا ، بل تلك التي تعتمد على الدخل اليومي ، وخاصة بعد ان تم اغلاق بعض الاسواق والمحلات.

ولعل خطورة وضع الوباء عالميا ، دفعت السلطات الموريتانية إلى اتخاذ قرارات احترازية شُجاعة كان الخوف على المصلحة العامة هو الدافع وراء سرعة القرارات ، دون الاخذ بعين الاعتبار تلك الانعكاسات التي تعيشها بعض العائلات الآن في نواكشوط ، والتي ابرزها ، عدم القدرة على توفير الضروريات اليومية .

إلا ان الغريب في هذه الأزمة العابرة إن شاء الله ، هو غياب الايادي البيضاء والإنفاق وأصحاب فعل الخير في العاصمة نواكشوط.

ومع ان كل الاثرياء ليسوا فاعلي خير إلا ان في أموالهم حق يفرضه الخالق عز وجل ، وحق تفرضه المواطنة ، وآخر تفرضه الانسانية.

وقد يتساءل البعض عن كيف يتم تكديس الاموال التي تعود في اغلبها للشعب ، بين عناصر وعائلات ، بينما تدخل السلطات في حرب مع عدو لا يرى بالعين المجردة ووباء منتشر ، يستدعي الاحتراز منه الحجر على سكان دولة بأكملها .

إنها حقا مناسبة للشعب في الالتفاف وراء توجيهات قيادته ، للعبور به إلى بر الأمان ، وابتلاء وامتحان للعباد ، كما انها حقا فرصة للمحسنين والمنفقين الذين يبتغون ما عند الله سبحانه وتعالى.

فقد حث سيد البشر صلى الله عليه وسلم ، على الإنفاق والصدقة لا سيما في الشدة وأوقات الجاجة .

ووصف القاسم المشترك بين المؤمنين ، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

فالله الله في سكان نواكشوط والداخل الموريتاني ، فهم بحاجة لعونكم بعد عون الله ومساعدتكم (وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)، ولا يضيع أجر المحسنين.. فبادروا وفقكم الله "مباشرة" دون "واسطة" .

مولاي الحسن مولاي عبد القادر