نحن والسنغال والملياردير  Jean-Claude Mimran

خميس, 17/10/2019 - 08:05

الراصد/ عيسى الداهي ـ عام 2011 تقدمنا بمشروع للسكر والميتانول ، بادر السودانيون بالدعم ، من خلال شركة كنانة ، وفرعها الفني والذي يدير أكبر مشروع للسكر الأبيض في العالم : سكر النيل الأبيض، أنفقوا 5 مليون دولار ، وعبئوا التمويلات اللازمة 350 مليون دولار ، مقابل ٪‏5، نسبة الشراكة المتفق عليها .!

أخلينا بالاتفاق بدون سبب، على الأقل صريح، طردنا السودانيين، واستجلبنا  AGRI D'OR، ! مكتب دراسات سنغالي نكرة ، أنفقنا 13 مليار أوقية في الدراسات ، والرواتب ، سلمنا لـ STAM ،
أعمال استصلاح 600 هكتار ،علما أن أصول SNAAT ـ تتجاوز 90 مليار أوقية، أنفقت من المال العام ، لا داعي للحديث عن  SONADER ، ولا عنI+PADEL+PROLPRAF+PDDO+PDRC PASK P2RS+PHABO -II.. 
، ولا عن ديون : FIDA ، BID ولا BAD ولا FADES، ولا AECID. ، أهل مكة يعرفون هذه الشعاب كما يعرفون PDRIANSM.

وفي الأخير ، النتيجة :
- خلال 66 شهر فقط (من 2013إلى يونيو2019) أنفقنا 79 مليار أوقية ،أي 220 مليون دولار (المصدر : المكتب الوطني للإحصاء) : فقط لاستيراد السكر ، إذا أضفنا 13 مليار التي أهلكتها 
COMASUD في الدراسات والرواتب ، يكون المجموع 92 مليار أوقية ، أي 256 مليون دولار . بالقياس إلى متوسط سعر صرف الدولار من 2013-2019 ، |(290-في 2013 الى 370 في 15/10/2019) يكون المبلغ : في حدود 280 مليون دولار . إذا أضفنا مخصصات دعم السكر في برنامج أمل : سندرك أنه كان بإمكاننا أن ننعم اليوم بالاكتفاء الذاتي من السكر، ونحافظ على ما لا يقل عن 100 مليون دولار سنويا.( على الأقل نقلص بها ديوننا –إذا لم نصرفها في الصحة و التعليم ورفاه المواطن )

لقد تبخر كل هذا ! ، ولم يغني من جوع ، ولازلنا نستورد أكثر من 100 ألف طن سنويا ، وهنا محل مفارقة عجيبة : السنغال ذو 16.2 مليون مستهلك يحتاج فقط 150 ألف طن سنويا ، نحن ال 4 ملايين بالبركة ، نستهلك أكثر من 100 ألف طن من السكر سنويا !

كان مقدرا للشركة الموريتانية للسكر ومشتقاته، أن تنتج 160 أللف طن سكر سنويا ،في حيز لا يتجاوز 12 ألف هكتار، ( الخطة الفنية التي أعدها السودانيون) كان لها أن تجعلنا من الكبار في العالم، كان من المفترض أن يكون لنا اليوم تراكم خبرة يسمح لنا بتوسيع الحقول لنستغل أكثر من 137 ألف هكتار على ضفاف نهر مياهه رقيقة (ميزة جودة فنية لزراعة قصب السكر) ونتربع على عرش إنتاج السكر في العالم كما تتربع الولايات المتحدة على القمح.

لكن السنغاليين و الملياردير جان كلود ميمران ، لم يكتفوا بالفرجة من الضفة الأخرى على ضفاف Richard-Toll ،حيث معمل CSS شركة سكر سنغال، لقد كانوا حاضرين في أروقة الشركة لقد استنسخوا ما كنا نريد فعله ، و بقدرة قادر ، تراجعنا عن المشروع لنفسح لهم المجال لقد زرعوا 12 ألف هكتار 2015، (نفس المخطط) وبدؤا إنتاج 150 ألف طن 2017، ويتجهون إلى 200 ألف طن 2021 !
.
وماذا فعلنا نحن ؟ : لعلنا ننتظر الفائض عنهم لنستورده من قريب ، ونربح ثمن النقل ، بعد أن نوقع اتفاقية تجارة حرة ، فنربح الجمركة أيضا . !

فعلا تساورني الشكوك هل كانت لهم يد في خراب COMASUD، الشركة الموريتانية للسكر ومشتقاته، خصوصا عندما ألغي قرض قدمه الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وآخر من الصين ، كليهما لمصلحة إنجاز المشروع بعد انسحاب السودانيين، ورفعهم دعوى قضائية دولية.