بيان رفض وتنديد  (الشبيبة التقدمية)

أربعاء, 06/03/2019 - 18:36

إن الواقع الاقتصادي ، والاجتماعي ، والسياسي ؛ هو المحدد لطبيعة التفاوت الطبقي داخل مجتمع الدولة ، والناظر لهذا الواقع يرصد للوهلة الأولى فواجع التفاوت الهائل ما بين أهل الهامش ، أهل التحت ، في مقابل أعلى الهرم ، أهل الفوق المسيطرون على كل مقومات الدولة ، والمحركون لنشاطها الاقتصادي والسياسي ، موجهين بوصلة كل ذلك نحو تحقيق مصالحهم الطبقية ، وضاربين بعرض الحائط مصالح الناس ، وإدارة حياتهم العامة بطريقة تمنع المساواة ، وتحقق العدالة بين أبناء الشعب ، وتُشركه في ثروات بلده المنهوبة بالغدو والٱصال. 
يفترض في الدولة أن تُراعي مصالح الشعب عموما ، لا أن تخلق طبقتها الخاصة ، أن تراقب حركة الاقتصاد العام ، لا أن تُنافس فيه بوسائل قوتها العمومية. حين لا تقوم الدولة بذلك ؛ تكون قد تخلت عن وظيفتها الإدارية ، وأهملت الشعب ، وسمحت لسماسرة الضمائر أن يعيثوا فسادا ونهبا وتخريبا. أحرى أن تكون الدولة ممثلة في أجهزتها الإدارية تمارس فعل التجفيف لجيوب مواطنيها ؛ حينها تكون قد تخلت عن موجب وظيفتها الأساسية المتمثلة في النظام العام بعناصره الثلاث التي من بينها الصحة العامة.
إن الناظر للواقع المادي للمجتمع يدرك أننا نسير نحو مستقبل قاتم ، لا يمكن استشرافه بطريقة عقلانية أو موضوعية ؛ فالظرف الراهن يتسم :

ـ بالارتفاع الجنوني للأسعار..

ـ انعدام الأمن بشكل رهيب..

ـ انتشار الجريمة المنظمة وسرقة المصارف والبنوك ، وتبييض الأموال..

ـ اغتصاب الأطفال والنساء ، وإهانة المرأة والتحرش بها في الإدارات وفي الأماكن العامة..

ـ انعدام الصحة العامة ، والزيادة المتهورة في رسوم الصحة العمومية التي ينبغي أن تعمل الدولة على توفيرها مجانا..
وغير ذلك مما يكثر على الحصر.
انطلاقا مما سبق ، وإيمانا بمبادئنا الراسخة ، ووقوفا مع شعبنا المطحون ؛ نؤكد وننوه في الشبيبة التقدمية على ما يلي:

تنديدنا ورفضنا للإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة الصحة بشأن زيادة الرسوم والعمليات والحجز. الصحة خط أحمر ينبغي تطويره لا تحويله جهازا ضريبيا للتحصيل.

ـ دعوتنا لجميع القوى السياسية إلى تحمل المسؤولية اتجاه هذا القرار الجائر ، وتذكيرها أن الحياد في مواضيع جوهرية كهذه ؛ خيار يُحمل على الوقوف بجانب الجلاد بل ومساعدته في مسك العصا من المنتصف.

ـ صرختنا في وجه السلطة المستبدة ، والمسيطرة على إدارة الحياة العامة ، أن الشعب لن يستكين ، ولن يجبن في وجه الوقوف أمام هذا القرار الجائر ، وعموما أمام الواقع السيء الذي تشهده البلاد في ظل تجاهل رسمي لاهتمامات الشعب.

ـ تنديدنا بالقمع الذي تعرض له المتظاهرون السلميون في مدينة روصو إحدى قلاع النضال رافضين قرار الوزارة. الشعوب قد تنام طويلا ، ولكنها حين تستيقظ لن تعود قبل أن تكسر القيود.

ـ دعوتنا الشعب الموريتاني بجميع أطيافه ، وفي كافة المدن النزول إلى الشارع والصراخ بصوت عال رفضا لهذا القرار الذي يمس صحتنا العامة ، ويجعل فقراء الشعب يموتون دون القدرة على ـ ـ توفير رسم الدخول للمستشفيات العامة.

اللجنة الإعلامية للشبيبة التقدمية
نواكشوط: 2019/03/06