
الراصد: لليوم الثالث على التوالي، تواصل مجموعة من المواطنين اعتصامها المفتوح أمام مباني ولاية الحوض الغربي، احتجاجًا على ما وصفته بـ"الظلم الإداري السافر" الممارس من قبل السلطات الإدارية بالولاية، ممثلة في واليها، وذلك على خلفية ما تعتبره عرقلة غير مبررة لتنفيذ مشروع قانوني متعلق بتركيب حنفيات مياه.
ويؤكد المعتصمون أنهم تقدموا منذ اشهر بطلب رسمي لاستحداث حنفيات في أماكن معينة، واستوفى الطلب كافة الشروط القانونية والإدارية، بل وحصلوا على إذن بالتنفيذ من حاكم مقاطعة لعيون، وفقًا للقوانين المعمول بها. وقد بدأت المجموعة في التنسيق مع شركات متخصصة للشروع في التنفيذ، قبل أن يعترض بعض المواطنين على المشروع، ويتبع ذلك تدخل من والي الولاية، الذي عطل تنفيذ الإذن رغم اكتماله من الناحية القانونية.
ويضيف المحتجون أن تدخل الوالي شكل مصدر "ريبة وحيرة"، معتبرين أنه لا يستند إلى أي أساس قانوني، وأن المجموعة انتظرت قرابة شهر لتفعيل القرار دون جدوى، مما اضطرهم إلى الدخول في هذا الاعتصام المفتوح.
وقد حمّلت المجموعة والي الولاية المسؤولية الكاملة عن "ما وصفته بالتعطيل الظالم وغير القانوني"، كما حملت السلطات الإدارية العليا المسؤولية عن هذا التصرف، مذكرة بأن العدل هو أساس الحكم الرشيد، وأن الدول لا تُبنى على الظلم. واستشهد المحتجون بجملة لابن خلدون جاء فيها: "الظلم مؤذن بخراب العمران"، عنوانًا للفصل 43 من كتابه الشهير "العبر وديوان المبتدأ والخبر".
وفي سياق متصل، أورد المعتصمون مجموعة من النصوص الدينية التي تؤكد مركزية العدل في الحكم، من بينها قوله تعالى:
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّوا ٱلْأَمَـٰنَـٰتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِٱلْعَدْلِ ﴾،
وقوله تعالى مخاطبًا نبيه داوود عليه السلام:
*﴿ يَـٰدَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلْنَـٰكَ خَلِيفَةًۭ فِى ٱلْأرض..) الآية