
الراصد : منذ ثلاث سنوات، تقف ورشة بناء المدرسة رقم 1 في مدينة أطار شاهدة على مشروع لم يكتمل، وعلى حلم تعليمي عالق بين الوعود والعوائق.
الأشغال في هذا المشروع التعليمي الهام تتعثر مرارًا، تتوقف ثم تُستأنف، لتعود إلى الجمود في مشهد بات مألوفًا لسكان المدينة، لكنه لا يزال يبعث في نفوسهم إحساسًا عميقًا بالإحباط، خاصة لدى أولياء الأمور الذين لم يعودوا يطالبون بتحسين ظروف المعيشة أو بخفض الأسعار، بل انحصر مطلبهم في نداء واحد بسيط وواضح: “أكملوا مدرستنا”
الدراسة في ظروف غير صالحة
في ظل هذا التأخير المزمن، يُجبر التلاميذ على متابعة دراستهم في مباني الثانوية، بيئة غير مهيأة لا نفسيًا ولا تربويًا لاستقبال طلاب المراحل الأساسية.
الوضع الحالي ينعكس بشكل سلبي على تركيز التلاميذ واستقرارهم النفسي، في وقت يُفترض فيه أن توفر المدرسة بيئة محفزة وآمنة لنموهم العلمي والمعرفي.
وعود تتجدد… وأعذار تتكرر
ومع بداية كل عام دراسي، تتجدد الوعود الرسمية وتُعاد ذات التبريرات, كان آخرها الإشارة إلى وجود عمود كهربائي (“عود”) عرقل سير الأشغال، ورغم نزعه منذ عدة أشهر، لم يُسجل أي تقدم يُذكر على أرض الواقع، ما عزز الإحساس بعدم الجدية أو غياب الإرادة الحقيقية لاستكمال المشروع.
احتجاجات يومية… ومطالب ثابتة
لم يبق أولياء الأمور في موقع المتفرج، بل حوّلوا ساحة مبنى الولاية إلى منبر مفتوح للاحتجاج السلمي, و في مشهد متكرر، يصطف الوكلاء يومًا بعد يوم رافعين لافتات بسيطة ومطالب في غاية الوضوح: “نريد مدرستنا”.
احتجاجاتهم ليست صرخة من أجل رفاهية، بل نداء من أجل كرامة التعليم، ومن أجل مستقبل أطفالهم الذي يُختزل اليوم في حجرات دراسية غائبة.
صرخة مدينة… تنتظر الاستجابة
أطار اليوم لا تطالب بالمستحيل، بل تطالب بإتمام مشروع انطلقت أشغاله منذ ثلاث سنوات، وبحق أبنائها في تعليم كريم داخل مؤسسة تربوية لائقة.
فهل يجد هذا النداء من يصغي إليه؟ وهل تتحول “ورشة الانتظار” إلى مؤسسة تعليمية تُفتح أبوابها في وجه التلاميذ؟ أسئلة تظل معلّقة، بانتظار إرادة تُترجم إلى أفعال.
محمد أعليوت / أطار