الصحافة شرف، ومن باع هذا الشرف، لا مأوى له في عالم يحترم الكلمة الصادقة.

اثنين, 27/01/2025 - 22:26

الراصد : الفرق بين أن تكون صحفيًا حرًا وبين أن تكون أداة رخيصة في يد الظلم والفساد، هو الفرق بين النور والظلام، بين رسالة سامية تُنير العقول وتهذب الأرواح، وبين لسان سليط ينهش في شرف الآخرين ويقتات على الابتزاز والتشفي.

الصحفي الحقيقي يحمل قلمه سلاحًا للحق، لا خنجرًا يغرسه في ظهور الأبرياء. أما من ارتضى أن يكون بوقًا للظلم ومتنفسًا للفساد، فهو يُدنس شرف المهنة التي تستمد قوتها من النزاهة والحياد. إن الاحتماء بلصوص المال العام وتبرير جرائمهم لا يحمي للأبد، بل هو درع هش يتهاوى مع أول نسمة من عدالة حقيقية.

لكن، لا شيء يدوم. النظام الذي يحمي الظالمين اليوم لن يصمد أمام مطالب المظلومين غدًا. الصبر على التجاهل له حدود، والمماطلة في استعادة الحقوق لها نهاية. وعندما تهب عاصفة الإنصاف، ستجد تلك الأصوات المأجورة نفسها بلا حماية، تواجه حقيقة أفعالها، وتدفع ثمن ألسنتها التي لم تعرف إلا القذف والتشويه.