تفاعلا مع : إحراجا للنخبة -الجزء الأول

أربعاء, 08/01/2025 - 21:35

تفاعلا مع : إحراجا للنخبة -الجزء الأول:
فى ثمانينيات القرن الماضي أجر طالب موريتاني "مغفري" بيتا سكنه وبعض زملائه. 
استقامة المغفري وكرمه الفطري كانا محل تقدير من جيرانه المغاربة ومسكنيه منهم تحديدا، فكانوا يعبرون له عن ذلك فى كل مناسبة. 
أقساط الإيجار ومصاريف تضييف زوار المغفري من المتداوين و الطلبة الموريتانيين،  فرضت التقيد بنظام غذائي لولا "رابعة دجاجة" لم يقبل الرجل يوما أي مساومة بشأنها  ، لكان نظاما نباتيا ؛ قوامه خضار ومرق وكمية معتبرة من "الخبز" تشكل عمليا ( الطبق الرئيس - le plat principal )
ذات مرة استلم صاحبنا حوالة مالية من الأهل ، وكان قد وصل به القَرَمْ إلى اللحم حدا بعيدا ، فعزم على أن يداوي قَرَمه حتى ولو سبب له ذلك اختلالا مزمنا فى موازناته لبقية السنة.
يمم المغفري وجهه سوق "سيدي بنور" ووقع اختياره سريعا على "ارباعية انعاج ناعم " ولسان حاله يقول "ألا بعدا لرابعة ادجاج "
فى مقام علاج "التينيك" عملية الذبح والسلخ وكل مراحل التحضير من الضروري أن تباشر بشكل شخصي ضمانا للشفاء ، وخصوصا إذا كان المرور الموالي على سوق الماشية غير وارد في الأفق المنظور. 
أحضر المغفري "فريسته"، حد مديته سمى وكبر ووضع رجله على صفاحها وعقر. 
فجأة ، اختفت تعابير التقدير والاحترام لتحل محلها عبارة على شفاه الجميع :"وا احشومة ، احشومة عليك  مسيكينا " !
بداية لم يفهم صاحبنا سبب ذلك التحول إلى أن علم أنهم يستهجنون ذبج الإناث من الماشية.
يمكن للنخبة، وهي التي يعلم الله أنها لا مغفريه ولا تتورع عن حرام، الرد على الرئيس أحمد ولد هارون ولد أحمد الذي ظن أن هنالك ما يحرجها، بنفس طريقة ذلك المغفري:
" هووح هى كاع الى عادت (...) تشوت بين اخيام أولاد (...) ما اتحشمنى والأحرى رباعيت انعاج ناعم شاريه بفظة إحلال."