
الراصد : في مناسبة عيد الاستقلال الوطني، قام رئيس الجمهورية محمد الشيخ الغزواني بتوشيح رئيس منظمة للرفق بالحمير، وهي منظمة لم نسمع بها من قبل، ولا عن نوعية الحمير التي تهتم بها أو أساليب الرفق التي تعتمدها. وفي المقابل، تم تجاهل شخص كرّس حياته وماله لخدمة الإنسان، وهو رئيس جمعية "إيثار" الخيرية للتكفل بمرضى السرطان.
هذا الرجل، الذي شهد له الجميع بالخير والإحسان، أسس أكبر جمعية في البلد للتكفل بمرضى السرطان، حيث تقدم الجمعية خدماتها لآلاف المرضى الذين تقطعت بهم السبل بسبب المرض. وتقوم الجمعية بتوفير الفحوصات والأدوية والعلاج الكامل للمرضى، وكانت بمثابة الملاذ الآمن لهم في مواجهة الألم.
بالإضافة إلى ذلك، أطلق هذا الرجل مشروع إنشاء أكبر مستشفى متخصص للتكفل بمرضى السرطان في البلد، وهو مشروع باتت أشغاله في مراحل متقدمة، ما يجعل حلم الآلاف قريبًا من التحقق. كما كانت له مبادرة توفير أول سيارة للكشف المبكر عن السرطان في البلد، والتي أصبحت متاحة بفضل جهوده.
رغم كل هذه الإنجازات الإنسانية الجليلة، تجاهلته الرئاسة ولم تمنحه التوشيح، بينما اختارت توشيح منظمة تعنى بالرفق بالحمير.
يبقى السؤال: كيف يمكن تجاهل إنجازات عظيمة في مجال خدمة الإنسان، مقابل تكريم منظمة تعنى بالحيوانات؟ هل أصبحت قيمة الحمير في هذا البلد تفوق قيمة الإنسان؟
أي عدالة وأي معايير تُعتمد في التوشيحات؟
محمد عمر