الراصد: تعتبر القمة «الأمريكية- الإفريقية» التى شهدتها العاصمة الأمريكية واشنطن اعلانا غير مسبوق و تو جها استراتيجيا جديدا من الولايات المتحدة الامريكية نحو بناء علاقات مع افريقيا اكثر متانة.
و تتطلع الشعوب الافريقية لا ستثمار هذه الفرصة من خلال حضور حكوماتها في القمة لاهمية ما اثير من نقاط حيوية ، كتأثيرات الحرب الروسية- الأوكرانية على الأمن الغذائى للقارة السمراء، والتحديات الأمنية والسياسية للاقتصاد العالمى، فضلًا عن ملفات الاستثمار، والديمقراطية والحوكمة، وأزمات التغير المناخى والصحة والأمن، وتبادل الخبرات العلمية.
هذه القمة التي دعا لها البيت الابيض ولد الغزواني ضمن 49 قائدا افريقيا في اكبر تجمع دبلوماسي تشهده الولايات المتحدة بعد جائحة كورونا ، اعتبرتها الولايات المتحدة فرصة ذهبية تؤسس لتمثيل الاتحاد الافريقي في المنظمات والمبادرات الدولية بما فيها مجلس الامن و ضم لاتحاد الافريقي الى مجموعة العشرين استجابة لمطلب الرئيس السينغالي ماكي صال.
هذا الرئيس السينيغالي الذي اصبح حضوره طاغيا على اقرانه في غرب افريقيا على غرار بول كاغامى في الوسط الافريقي او ابي احمد في الشرق الافريقي على عكس الغزواني الذي شهدت السياسة الخارجية في عهده انتكاسة حقيقية و كان الحاضر الغائب في كل مشهد .
و بالرغم من ان الشعب لم يكن يعول كثيرا على اي دور يمكن للغزواني ان يلعبه في هذه القمة إلا انه ايضا لم يكن يتمنى ان تكون رحلته مليئة بالكثير من المواقف و العثرات المخجلة .
ففي البداية لم يتعامل لا هو و لا وفده المرافق بالحنكة المطلوبة لحظة اعتراضهم من قبل المعارضين في المنفى الامريكي الذين اوجعوا الوفد بالنقد اللاذع بحناجرهم و من خلال مكبرات الصوت ، امام محل اقامة الوفد في واشنطن مما جعل الغزواني يتراجع عن الوفد لحظة الخروج من باب الفندق ليخرج من الباب الخلفي في حركة صاحبها يفتقد مقومات القائد المحنك الصبور و المقدام .
هذه الحركة ذكرت الشعب بصديقه بالامس وغريمه اليوم و هو الرئيس السابق ولد عبد العزيز و الذي عرض عليه ذات يوم في طرابلس العاصمة الليبية الخروج من الباب الخلفي حرصا على سلامته فاصر تحت القصف الشديد الخروج من الباب الامامي الذي دخل منه باعتباره رئيس دولة و لا يليق بسمعة وطنه و لا هو ان يخرج من الابواب الخلفية
طبعا لم تنهي الفضائح هنا بل جاءت الطامة الكبرى حين انتهى الرئيس الامريكي من خطابه امام الزعماء الافارقة الاربعاء الماضي و الذي اختصره بغية السماح للقادة الافارقة بمتابعة المقابلة الحاسمة لنصف نهائي كاس العالم 2022 م و التي جمعت بين المغرب و فرنسا
توجه بايدن لمتابعة المقابلة مع زعماء أفارقة في مركز المؤتمرات بوسط واشنطن.و كان من بين الزعماء المرافقين له رئيس الحكومة المغربي عزيز أخنوش، و الرئيس الليبيري جورج وياه و هو لاعب كرة قدم سابق ورئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد و رئيس جزر القمر غزالي عثماني و الرمز غزواني
سربت الصور المخجلة بعد ذلك وتم تداولها على شكل واسع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لينتاب الموريتانيون إستياء و مضض و مرارة من المشاهد المخزية و التي أظهرت أن ما يحاول اخفائه وزير الداخلية و غيره من المتلاعبين بهذ الضعيف خارج عن نطاق السيطرة فكيف لرجل يمثل دولة هي الرابط بين الثقافتين العربية و الافريقية و لها موقع جيو سياسي بالغ الاهمية و تملك الكثير من الثروات التي تجعلها محط انظار العالم و لاسيما الولايات المتحدة محل انعقاد القمة و التي تنافسها الصين بشراسة داخل القارة و تعكر قوات فاغنير صفوها في نقاط استراتيجية مختلفة من القارة ان لا تكون له شخصية طاغية على المشهد او حاضرة على الأقل في كلمة او موقف او صورة معبرة .
ان رئيس يملك كل هذه المقومات كان من الواجب ان يكون طرفا مهما بدل ان يجلس على طر ف و على كرسي لايليق ببواب .
نعم جلس الزعماء الافارقة على الارائك ينظرون الى المباراة و يبدوا من الصورة انهم يتحدثون ويتبادلون اطراف الحديث و ظهر الغزواني كعادته منحرفا عن الجميع و خارجا عن صياغ الصورة شكلا و مضمونا .
ان هذ المظهر لا يليق في الثقافة الامريكية و التي تقدس القوة و تحترم الحضور الشخصي و ترى في ما نراه تواضعا في ثقافتنا ضعفا فما بالك بضعيف لا يحسن ادب المجالسة و يترك تارة كرسيه فارغا .
من الصورة يبدوا الكرسي لا يتجانس مع الديكور و كانه استجلب من مكان آخر لازالة الحرج او مجاملة لمن ليس له مكان بين الحاضرين فكان على الهامش تماما كما هو واضح .
هذ المظهر هو الذي فسر عدم اهتمام الرئيس الآمريكي بولد الغزواني لحظة المصافحة فلم يقدره كرئيس دولة ذات سيادة يستحق ان يقف له من باب اللباقة التي تقتضيها الاعراف الدبلوماسية على الأقل فلم يبرح مكانه ليتقدم الغزواني راكعا ليحظى بمصافحة زعيم يبدوا أنه ينزل الناس منازلهم .
عبد الودود عيلال . / عن موقع altenwir.net