اللهاية ... في انتظار التوريث!

ثلاثاء, 20/10/2020 - 16:09

لم يعد خافيا بل أصبح واضحا وضوح شمس ظهيرة بصحراء ، أن بموريتانيا مواطنا من الدرجة الأولى وآخر من الدرجة الثانية، قلة يمثلون قمة الهرم والبقية قاعدته وبالوسط منتفعون يمتطون القاعدة للتقرب من القمة ( تجار ، سياسيين ، منافقين ، .. ) .
قمة الهرم هرمت وتسعى جاهدة لتجديد نفسها بتوظيف أبنائها في مراكز أساسية مدنية وعسكرية قبل أن تتقاعد ، ركيزة المالية وركيزة الأمن هما أهم أعمدة أي نظام وقد جعلا خاصة للخاصة دون العامة فألحق بهما أبناء وبنات الأسر الحاكمة من دون مسابقة ولا مؤهلات ، وبعد 20 سنة تقريبا سيصيرون وزراء وجنرالات ، تصور أن زمرة أبناء المتنفذين ( طائشين ) الذين أرسلوا في منح لأكاديميات عسكرية دونما مؤهلات ولا مسابقة سيصيرون جنرالات في غضون عقدين ويصير البلد تحت رحمتهم ، تصور أن ضباط " اسناب شات " هؤلاء بإمكانهم أن يقرروا يوما الاستيلاء على الحكم ل " تصحيح المسار الديموقراطي ومحاربة الفساد " اسوة بعم لهم حكم البلد قبل عقود يدعى عزيز ! ... ويعود البلد للمربع الأول ، إن كان قد غادره أصلا خلال العقدين القادمين .
وفي انتظار أن يكتمل التموقع الضامن لتوريث الحكم للجيل الثاني من المفسدين، سيسهر أركان النظام على إلهاء الشعب بمسرحية محاربة الفساد التي بدأها عزيز مع بداية حكمه وسار غزواني على نهجه فيها ، فمحاربة الفساد الحقيقية تلك التي حصلت بماليزيا بعيد انتخاب مهاتير محمد الذي استرجع عشرات المليارات وسجن كل المفسدين في ال 10 أيام الأولى من وصوله للسلطة ، أو ما حصل للبشير في السودان أو ما حصل بتونس ، ... أما مسرحية استدعاء فلان وعلان من وقت لآخر وإعطاء الوقت الكافي لكل مفسد للتصرف في مسروقاته وإخفائها فهو عبث وينم عن عدم جدية في محاسبة المفسدين واسترجاع الأموال المنهوبة والمقدرة بمئات المليارات.
النظام الموريتاني - بشقه القديم كما الحديث - لا يعتبر الشعب قطيع خرفان بقدر ما يعتبره مجرد أطفال .
المواطن الموريتاني طفل يسكته النظام بلهاية كلما صرخ لجوع او لعطش أو لألم ، والأهم عند النظام أن تجعله اللهاية ينام .
ويختلف لون اللهاية باختلاف المشكل أو الفضيحة ، فبعد تقرير محكمة الحسابات  ( الذي أجبر النظام على نشره من طرف الهيئات المالية الدولية ) أخرج للشعب لهاية اللجنة البرلمانية، وبعيد فضائح اكتتاب أبناء المتنفذين في الجيش والمالية من دون مؤهلات ولا مسابقة ، تتولى وزارة الداخلية إعطاء اللهاية باكتتاب في صفوف أبناء قاعدة الهرم ، وبعيد فضيحة لجنة مراقبة الصفقات تتولى وزارة الصحة إعطاء اللهاية ، ويعلن أمس عن إطلاق تكوين " عن بعد " ل 10 آلاف شاب !!! والإعلان عن استراتيجية هنا أو هناك لصالح الشباب ومواطن القاعدة ( درجة ثانية ) ... وهكذا وكلما صرخ المواطن او سمع أنين له ستعطى له لهاية ليصمت أولا ولينام ثانية.

الحسن ولد أبه