حكومة تأكل الملايارات من الدوارات ولا تدع لشعبها ما يسدّ به رمقه!

أربعاء, 16/09/2020 - 22:01

الشاب في الصورة مواطن موريتاني في مقتبل العمر سافر من العاصمة بعد جمع ما تيسر له ولذويه من المال ، إلى المدينة الغارقة في فيضانات الأمطار "روصو" 
بسبب البطالة المتصاعدة والفساد المستشري في البلاد والزبونية في التوظيف ، فإن الإعلان عن تنظيم إكتتاب لأي جهة بمثابة هدية من السماء لأبناء المطحونين ، وهكذا علم الشاب بإعلان مؤسسة من بين مؤسسات  فراعنة الجنرالات في دولة الجهة الواحدة  "أمن الطرق" عن تنظيمهم مسابقة لإكتتاب أفرادها ، تهيأ المسكين ماديا وجمع أوراقه وسافر مع الأمل إلى" روصو " وحين وصل إلى المدينة العائمة حاول بكل جهدٍ وبشتى الطرق أن يلحق بالركب أي الطّوابير البشرية التي تمتد لمسافات طويلة أمام مبنى الإدارة التي تُودع فيها الملفات ،فوجد أن وجود مكان في الطّابور أصعب بكثير من إيداع الملف لترشح للمسابقة ، والنّجاح فيها لا يناله إلا ذو خظٍ عظيم !رغم تمكن البعض من إيداع لملفاتهم عبر الطرق الملتوية ودون حتى الولوج لطابور ، ولكن الغالبية من أبناء الفقراء والمهمشين طريقهم وعر ودربه طويل ! وبعد أن يئس الشاب ووجد أن مقعد بين الطوابير البشرية المتراصة درب من المستحيل ، جلس ممسكا بأوراقه حافيّ القدمين يراقب بكل يأس وحسرة عن بعد من أنعم الله عليهم بفضل الوقوف في هذا الطّابور ، لتتحطم كل آمالي وأحلامه بين مستنقعات روصو العفنة وطوابير الترشح لمسابقة أمن الطرق السافلة !
فأي قيمة للإنسان عند هؤلاء ؟ وأيّ بطالة تسحق الشباب ؟
وأخيرا وأي حكومة تأكل الملايارات من الدوارات ولا تدع لشعبها ما يسدّون به رمقهم !

ذبابة الريم