
الراصد: منذ توليه الحكم في عام 2019، دأب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني على إجراء مقابلات مع وسائل إعلام دولية، بينما ظل يمتنع عن إجراء أي حوار مع الصحافة الوطنية المستقلة، في موقف يثير الكثير من التساؤلات حول أسبابه ودوافعه.
ورغم الدور المحوري الذي تلعبه الصحافة المستقلة المحلية في تغطية قضايا الشأن العام بعمق ومسؤولية، لا تزال هذه الوسائل تعاني من التهميش الرسمي، في وقت يحظى فيه الإعلام الأجنبي بالأولوية في التواصل الرئاسي. هذا التباين أثار استياء العديد من الهيئات الصحفية الوطنية، التي اعتبرت ذلك إهانة للصحافة الموريتانية، المعروفة بمهنيتها وكفاءة صحفييها، خاصة حين ينضمون لمؤسسات إعلامية دولية مرموقة.
وقد أعاد ظهور الرئيس في مقابلة جديدة مع صحيفة صينية، في ظل استمرار هذا التجاهل، الجدل حول غياب الشفافية والتواصل المباشر مع الإعلام المحلي. كما أحيت هذه الخطوة انتقادات سابقة طالت ما سُمي بـ”مقابلة الظل”، التي نظمت في ظروف غير واضحة، حيث سُلّمت الأسئلة مسبقاً لمدير الديوان آنذاك مختار ولد اجاي، الذي تولى أيضاً توزيع الأجوبة، إلى جانب منح بعض المشاركين قطعاً أرضية، ما أثار موجة من السخرية على وسائل التواصل الاجتماعي.
غياب الحوار الرئاسي مع الإعلام المحلي المستقل لا يطرح فقط إشكالية مهنية، بل يفتح الباب أيضاً أمام تساؤلات أعمق تتعلق بحق المواطن في المعلومة، وفي معرفة رؤية رئيس الجمهورية بشأن قضايا الداخل والخارج، عبر وسائل وطنية تعبّر عن نبض الشارع الموريتاني
أخبار الوطنً
بقلم الصحفي آبيه محمد لفضل