الديمقراطية، البحث عن نظام يحد من التكلفة الإنسانية لأي تحول…

ثلاثاء, 30/04/2024 - 08:51
الأستاذ و المحامي / يعقوب ولد سيف

الراصد : فى كل سانحة تلوح أمامهم ، يظهر الناس مقتهم للنظام القار المطبق على مفاصل الحياة العامة منذ أمد ، فبمناسبة  الاستحقاقات الانتخابية  يمارس الناخبون بشكل متزايد  تصويتا عقابيا ضد "الطبقة المهيمنة  - Establishment" ، لكن  إيصال  السياسيين المارقين على سطوة الطبقة المغلقة المهيمنة   ليس أكثر من هدف تكتيكي للشعوب ؛ فالناس فى  قرارة أنفسهم يدركون أن تغيير الطبقة  المستأثرة  بالسلطة وعوامل القوة والهيمنة لا يغنى  من النظام الذى يراد تأسيسه شيئا.
الديمقراطية اللبرالية استنفذت إغراءاتها . وتوشك ،أو هي كذلك، أن تعجز عن تلبية رغبة الأفراد فى ممارسة السلطة و تنظيم توزيع الثروة .
وحده العجز عن تمثل نظام محدد المعالم هو ما ينسأ فى عمر اللبرالية ، لكن حجة بقاء شقها السياسي ؛ أي الديمقراطية  لمجرد أنها أقل أنظمة الحكم سوء لم تعد كافية ليخضع الناس حول العالم لها كحتمية طبيعية .
قد تكون الديمقراطية وصلت حدها ، لكن فضيلتها مع ذلك أن قيمها ، وليس ممارستها الإمبريقية  ستقدم للشعوب  التى عاشتها خلال تخبطها  طيلة  بحثها عن النظام البديل ما يحتكم إليه حين احتدام التجاذبات ، الصراعات وحتى الا قتتالات ، ويحد من ثم من  التكلفة الإنسانية لذلك التحول.
أما الشعوب التى  تغيب بينها قيم الديمقراطية فستضطر ، بفعل العولمة  للتأثر بمخاض البحث عن النظام البديل ، إلى أن تعيش تجاذبات وصراعات واقتتالات يخشى أن تكون مفنية ، لذلك وريثما يستقر العالم الرائد ، ولا مجال للمجازفة بالتنبإ بأجل لذلك ، على تواضع جديد لتقنين تدبير السلطة والثروة ، ستكون معركة تلك الشعوب هي معركة ضمان وجود وبقاء .
و وحده  سلاح الوعي وتضافر كل الجهود لا بعضها ما يمنح الثقة الضرورية لعدم الخسارة سلفا  لتلك المعركة الحتمية...