برافو قضاة “لا هاي “و تحية لموقف جنوب أفريقيا الإنساني/ .الكاتب السينغالي. أ.فاضل غيي

سبت, 10/02/2024 - 10:11

الراصد: ظل المجتمع الدولي يتماطل وينافق في ظل حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على أطفال و نساء و شيوخ قطاع غزة ، و وقف هذا المجتمع الدولي متفرجا أمام القصف الهمجي اللاإنساني الذي تمارسها الآلة العسكرية الإسرائيلية بدعم الولايات المتحدة ، و مباركة فرنسا و جاراتها ..
واستشهد جراء هذا الغطرسة المجنونة أكثر من ٢٦ ألف فلسطيني ،بمافيهم أساتذة الجامعات وقادة الفكر والكوادر والاعلاميون ، وكأننا نعيش في عصر انتحر فيه الإحساس و الرحمة و العدالة ، و كان لا بد لدولة مثل جنوب إفريقيا ذات النضال الوطني الطويل والمشرِف من القيام بتقديم دعوى للمحكمة الدولية “لاهاي” ضد الدولة الصهيونية التي تمارس في غزة أبشع أنواع الإبادة الجماعية ، و كان جل المراقبين و المتابعين للحكم المنتظر من محكمة العدل الدولية يتوقعون الانحياز للجانب الإسراىيلي أو عدم اتخاذ قرار جاد ضد جرائم تل أبيب و منعها دخول المساعدات الإنسانية لإغاثة أبناء وبنات غزة والنازحين.

لكن القضاة فاجأوا العالم بالحكم العادل و الجريئ بعيدين عن تسييس الدعوى 

نعم كان الشعب الفلسطيني و المتعاطفون مع قضيتهم العادلة ينتظرون من المحكمة صدور قرار حاسم بالوقف الفوري للقصف ، لكن ، و كما بينت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ” ناليدي باندور ” أمس في مؤتمرها الصحفي عقب جلسة محكمة العدل ،لا يمكن لإسرائيل أن تعمل بقرار المحكمة بدون وقف للقصف.
و السؤال الذي طرح نفسه أين الدول العربية والإسلامية ؟
و لماذا هذا الضعف وهذا التخاذل وعدم التحرك دوليا وقانونيا من أجل إيقاف وحشية اسرائيل وعربدتها ضد أبرياء غزة من شيوخ ونساء وأطفال ؟
و الحقيقة المرة أن ما قامت به جمهورية جنوب إفريقيا كان أولى بالدول العربية التي تجمعها بفلسطين كل الأواصر والوشائج ، الدين و اللغة و التاريخ و الجغرافية.

و أوجب الواجبات على الحكومات العربية في الوقت الراهن كسر حاجز الخوف من تداعيات المواقف الحاسمة ، و أرجح أنه أمام الظروف الدولية الراهنة يجب استخدام مختلف الوسائل الرادعة ضد الظلم و الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سبعين سنة ..

و على دولنا العربية و الإسلامية العودة إلى كتاب اللهَ عز و جل لتدبر معنى الآية الكريمة ” (و أعدوا لهم مااستطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم )“

و بطولات المقاومة الفلسطينية على قلة أعدائها و ضآلة أسلحتها تجاه صورايخ إسرائيل و حلفائها و تكنولوجياتها الحربية خير مثال على أن حاجز الخوف ينبغي أن يكسر.